دخل القاعة لتكريمه بعد عودته من الخارج بعد غياب اكثر من 15 عام وهو كبير استشاري أمراض القلب هناك وعند مدخل القاعة استوقفه منظر بائع جرائد كبير في السن يفترش جرائده عند مدخل القاعة فتذكر ملامحه المحفورة في ذهنه واستمر في المشي ودخل القاعة وجلس سارحا مع بائع الجرائد وعندما نودي على اسمه في فقرة التكريم لتسلمه الوسام قام من مكانه ، ولكن لم يتوجه الى المنصة بل توجه الي خارج القاعة والكل ينظر إليه في ذهول والنظرات تتابعه فذهب مسافة ووضع يده علي بائع الصحف وأمسك بيده وخاف البائع وقال له :"خليني يا بني ماراح أفرش هنا مرة أخرى، قال: أنت أصلا ماراح تفرش مرة أخرى ،بس تعال معي "وظل البائع يقاوم بيد مرتجفة وكان الدكتور يمسك بيد البائع بكل قوته وهو يقوده إلى القاعة ولاحظ البائع أن عيون الدكتور تدمع وقال للدكتور :مابك يابني؟ ولم يتكلم الدكتور وقاد البائع حتى المنصة والكل ينظر إليه في اندهاش وبكى الدكتور بكاءً شديدا وأخذ يعانق الرجل ويقبل رأسه ويده وقال للبائع :أنت ما عرفتني يا أستاذ"خليل "؟قال : لا والله العتب على النظر وقال له :أنا تلميذك "ضياء" في المدرسة الابتدائيه سنه 1966 ونظر البائع الى الدكتور واحتضنه .. وقام الدكتور وأخذ الوسام وقلده للأستاذ وقال :هم من يستحقون التكريم ... والله ما ضعنا وتخلفنا وجهلنا إلا بعد إذلالنا لهم ...وإضاعة حقوقهم وعدم احترامهم وتقديرهم بما يليق بمقامهم وبرسالتهم الساميه ..عن مكانة الأفكار في زمن الدولار أتحدث!!!!!!