المقياس الحقيقي للحكم على الناس ================== أخى الكريم .......... أختى الكريمة ..............
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يعلمنا عمر بن الخطاب ؟ رضي الله عنه ؟ قاعدة عظيمة القدر جليلة الفائدة في الحكم على الناس، ألا وهي لا حكم إلا بعد تجربة وتمحيص وذلك من خلال التعامل بالمال أخذا وعطاء أو المرافقة في سفر ذهابا وإيابا، أو المجاورة في الدار أو في العمل حينما جاءه رجل ليشهد عنده لرجل آخر فقال له عمر ؟ رضي الله عنه ؟ لست أعرفك ولا يضرك ألا أعرفك، ائت بمن يعرفك فقال رجل من القوم: أنا أعرفه، قال: بأي شيء تعرفه؟ قال: بالعدالة والفضل، قال: هو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه؟ قال: لا. قال: فعاملته بالدينار والدرهم اللذين يستدل بهما على الورع؟ قال: لا، قال: فرافقته في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟ قال: لا. قال: لست تعرفه. ثم قال للرجل: ائت بمن يعرفك. ج٣ ص ٣٣٧ فقه السنة لسيد سابق.
فالمظاهر لا تكفي في الحكم على الناس وهذا ما علمنا اياه القرآن الكريم في الكلام عن المنافقين.
قال تعالى: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة... آية رقم ٤ من سورة (المنافقون)
فقد وصفهم الله تعالى بأن الناظر إليهم يعجب بجمال أجسامهم، ومن يسمعهم يؤخذ بفصاحة ألسنتهم والحقيقة أنهم أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام فشتان بين مظهرهم ومخبرهم.
وهذه الحالة التي وصفهم القرآن الكريم بها هي الحالة التي تتفق مع النفاق اذ إن ظاهر النفاق خير من باطنه فظاهره الإيمان وباطنه الكفر والعصيان، ولما كان للظاهر سلطانه القوي في التأثير وانتزاع الاعجاب أعلم الله تعالى نبيه أن يتجاوز المظهر إلى المخبر والشكل إلى المضمون في حديثه مع هؤلاء المنافقين.
وطبق الرسول ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ هذه القاعدة بيانا عمليا حينما بين أن الناس قد يحكمون على شخص بالخير وهو غير ذلك، وقد يحكمون على شخص بالشر وهو غير ذلك لأن حكمهم على كلا الرجلين هو بمقتضى الظاهر.
عن سهل بن سعد الساعدي ؟ رضي الله عنه ؟ أنه قال: مر رجل على رسول الله ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ فقال لأصحابه: ما تقولون في هذا ؟ قالوا: هذا والله حري ان خطب أن ينكح، وان شفع أن يشفع، وان قال إن يسمع لقوله، ثم سكت، فمر رجل آخر فقال: ما تقولون في هذا ؟ قالوا: هذا حري ان خطب ألا ينكح، وان شفع ألا يشفع، وان قال ألا يسمع لقوله.
فقال النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ هذا ؟ أي الثاني ؟ خير وأحب إلى الله من ملء الأرض من مثل هذا ؟ أي الأول ؟ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
فعلى المسلم ألا ينخدع بالمظهر من دون أن يعلم الجوهر لأن المظاهر لا تكفي في الحكم على الناس.