عتبر برنامج الإشراف اليومي بالمدارس أسلوبا تربويا وتعليميا مهماً يهدف إلى متابعة ورعاية سلوك أبنائنا الطلاب لتعزيز السلوك الايجابي وتعديل السلبي إلى الأفضل بالإضافة إلى تعويدهم وإكسابهم مجموعة من الآداب العامة والأخلاق الحميدة وتدريبهم على الالتزام بالأنظمة والتعليمات واحترامها في حياتهم اليومية بشكل عام وأثناء اليوم الدراسي بصفة خاصة . ويعد الإشراف اليومي درسا عمليا لما تعلمه الطالب من خلال المواد الدراسية وتطبيقا للسلوك المرغوب فيه ، وبقدر ما تهتم المدرسة بهذا البرنامج بقدر ما تكون ناجحة في أداء رسالتها التربوية والتعليمية ، فعلم بلا أدب ولا سلوك حسن كزرع بلا ثمر ،والإشراف اليومي يتطلب تخطيطا وحماسا وجهدا وعزيمة صادقة من الجميع في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم سواء من مدير المدرسة أو المرشد أو لجنة رعاية السلوك وانتهاء بالمشرف المنسق والمشرفين الزائرين بمختلف التخصصات ،فالإشراف اليومي ليس كما يظنه البعض مجرد توزيع الأيام على المعلمين في جدول واخذ توقيعاتهم عليها ، بل هو متابعة إشرافية جادة يبدأ مع حضور أول طالب في الصباح إلى انصراف آخر طالب من المدرسة وأثناء طابور الصباح وفي الخمس الدقائق بين الحصص وفي الفسحتين مع التوجيه والنصح والإرشاد أثناء مباشرة أي سلوك في حينه مع الرصد والتوثيق وإعداد التقارير اليومية اللازمة للاستفادة منها في وضع البرامج المناسبة لتعديل السلوك وتقويمه. وتتفاوت المدارس في مستوى التنفيذ فمنها المتميزة ومنها المتوسطة ومنها المقصرة ،فالمتميزة هي التي ترصد سلوك أبنائنا الطلاب وتحرص على ذلك وتثبت كل شاردة وواردة إيمانا منها برسالتها التربوية التي لا تقف عند حشو العقول بالعلوم والمعارف فقط ،فالدين المعاملة ،أيضا ليس الإشراف اليومي ضبط المخالفات السلوكية فحسب بل يشمل اكتشاف السلوكيات الحسنة وتعزيزها والإشادة بأصحابها وتكريمهم . وإنني أدعو إخواننا التربويين في الميدان لتفعيل الإشراف اليومي بصورة تحقق مبدأ التربية أولاً ثم التعليم وترسيخ معنى ومفهوم الآية الكريمة (وإنك لعلى خلق عظيم ) وقول الرسول الكريم :أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحسنكم أخلاقا . ولن يتحقق ذلك إلا بتمثل القدوة الحسنة من الجميع قولاً وعملا . ويعد الإشراف اليومي والقيام به على الوجه المطلوب أمر ضروري لنجاح العملية التعليمية اليومية لما فيه من ضبط للعمل والحفاظ على النظام داخل الإطار المدرسي خصوصا ما يتعلق منه بدخول الحصص والخروج منها ، وما يتعلق بتنظيم الطلاب أثناء الفسح ووقت الصلاة . ولكن للأسف الشديد إن البعض من المعلمين ما زال ينظر للإشراف اليومي إنه مجرد عمل روتيني يؤديه بتقاعس وعدم اهتمام ، والبعض الآخر يرى إن الإشراف اليومي من الأعمال المتعبة للمعلمين وإنه خارج عن أعماله المكلف بها ولذلك تجد ذلك المعلم يتثاقل عند إشرافه ولا يؤديه بالصورة المطلوبة ، والبعض الآخر يرى إن الإشراف اليومي مجرد دق للجرس عند دخول الحصة وخروجها فقط . ويحتاج انضباط اليوم الدراسي إلى انتظام الطلاب وضبطهم ، سواء داخل الفصول أو خارجها ، مما يتطلب وجود من يشرف عليهم ، ويعمل على تحقيق النظام بدقة متناهية . ومن هنا تأتي أهمية الإشراف اليومي ولكي يتحقق ذلك عليه مراعاة ما يلي : 1-حضور المشرف لذلك اليوم قبل الدوام بربع ساعة . 2- الإشراف على الطلاب قبل بدء الاصطفاف الصباحي . 3- الإشراف على الطلاب أثناء الاصطفاف الصباحي وصعود الطلاب إلى فصولهم . 4- الإشراف على الطلاب أثناء الفسح في الأدوار والفناء وكافة ملاحق المبنى . 5- الإشراف على الطلاب أثناء الفسحتين من نزول وصعود وعملية الشراء من المقصف المدرسي وترتيبهم 6- الإشراف على الطلاب أثناء دخولهم الصفوف الدراسية خلال اليوم الدراسي والتأكد من عدم بقائهم فيها خلال الفسحة والانصراف . 7-الإشراف على الطلاب أثناء نزولهم إلى الصلاة والوضوء وصعودهم إلى فصولهم . 8- الإشراف على الطلاب أثناء الخروج من المدرسة . 9- الإشراف على الطلاب المتأخرين في الانصراف والبقاء في المدرسة حتى خروج جميع الطلاب ويكون ذلك بعد نصف ساعة من الانصراف . 10-الإشراف على الطلاب أثناء المناسبات المدرسية التي تقام في المدرسة وما تحتاجه من ترتيب وتنظيم . 11- على المدرسة إشعار الطلاب وأولياء أمورهم بموعد الحضور والانصراف .
فوائد الإشراف اليومي على الطلاب :--- ---------------------- 1- مساعدة إدارة المدرسة على تسيير اليوم الدراسي بطريقة منظمة . 2- الوقاية من المشكلات التربوية والحوادث المحتمل وقوعها أثناء الفسح أو قبل الطابور أو بعد انصراف الطلاب . 3- تنظيم الطلاب أمام كانتين المدرسة أثناء شراء وجبة الطلاب لمنع التزاحم . 4- الإشراف على مرافق المدرسة وحث الطلاب على الحفاظ على نظافة البيئة المدرسية.
بعض الأمور التي تساهم في رفع كفاءة الإشراف اليومي - ===================== 1- رصد جائزة للطلاب المتميزين والملتزمين باللوائح والأنظمة واختيارهم من قبل مشرفي اليوم الدراسي ويسلم الطالب الجائزة في نهاية الأسبوع في الطابور الصباحي. 2- استحداث جائزة للمعلم المشرف الذي يلتزم بإشرافه بايجابية ويتم اختياره من قبل زيارات المشرف التربوي ومدير المدارس على أماكن الإشراف المختلفة. [/size]